محتوى المقالة الرئيسية
الملخص
مَثّلت الحربُ الأخيرةُ في أوكرانيا نقطةَ بداية جديدة في صراع القوة والاستقطاب بين اللاعبين الكبار في السياسة الدولية. كما مثلت حلقةً جديدة من حلقات الانتهاك الصارخ لقواعد القانون الدولي المنظمة لعلاقات السلم، وحسن الجوار، وعدم استعمال القوة في النزاعات الدولية.
وقد جاءت هذه الحرب، ترجمة لاحتقان سياسي صرف. حيث اعتبرت روسيا أن تفكير أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الأطلسي يعني: أن يكتسب الخصم "الناتو" أرضا متاخمة على حدودها الإقليمية، وقد استنفرت هذه الحرب الرأي العام الدولي نظرا للطابع العنيف الذي اتسمت به، والاحتشاد السياسي والعسكري الذي رافقها، مما عمق تراجع حالة السلم والاستقرار العالمية الراهنة، وأضعف ردعية القانون الدولي بمختلف فروعه وقواعده. ورغم أنه يسهلُ وصف الاعتداءاتِ الجسيمة المرتكبة في هذه الحرب بأنها تستوفي مقوماتِ القوالب الموصوفة بصفة: جرائم الحرب، إلا أنه ليس من السهل القول بأنه سيتم إنصاف ضحاياها، أو بأن فاعليها سيخضعون للعقوبات المقررة في الاتفاقيات الدولية الشارعة، و-حتى-أنهم سيمثلون أمام المحكمة الجنائية الدولية أو أية محاكم وطنية مختصة.
الكلمات المفتاحية
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.